إسرائيل تتهم تركيا بمساعدة إيران في تهريب أموال لحزب الله

قال وزير خارجية إسرائيل، غيدعون ساعر، خلال لقائه مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، ومورغان أورتاغوس، مساعدة الممثل الخاص الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، إن تركيا تتعاون مع إيران في تهريب الأموال لحزب الله.

وأضاف أن طهران كثفت جهودها لإعادة حزب الله إلى السلطة.

ووفقًا لما أعلنه مكتب ساعر، فقد قال للضيوف: "لقد تصاعدت جهود إيران لنقل الأموال إلى لبنان من أجل إحياء قوة حزب الله ومكانته. ويتم تنفيذ هذه الجهود، من بين قنوات أخرى، عبر تركيا وبالتعاون معها".

وبحسب التقرير نفسه، حذر وزير الخارجية الإسرائيلي أيضًا من "تطورات مقلقة" في البرنامج النووي الإيراني، ناتجة عن جهود طهران لتعويض الضربات التي تعرضت لها خلال العام الماضي.

وتضم هذه المجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، برئاسة السيناتور ليندسي غراهام والسيناتور دان سوليفان، والسيناتور شيلدون وايتهاوس، وريتشارد بلومنتال، وجوني إرنست، وآدم شيف، وأندي كيم.

ووفقًا لما أعلنه مكتب وزير الخارجية الإسرائيلي، أجاب ساعر على سؤال من أعضاء مجلس الشيوخ حول رأيه في انسحاب القوات الأميركية من سوريا قائلًا: "الآن ليس الوقت المناسب لذلك. في ضوء استمرار القتال ضد داعش و"الوضع الجديد" في سوريا، بما في ذلك التهديدات ضد الحكم الذاتي للأكراد، لا ينبغي انسحاب القوات الأميركية".

استخدام الحرس الثوري مطار بيروت لتحويل الأموال إلى حزب الله

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيهي أدرعي، إن قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني كانت تقوم في الأسابيع الأخيرة بتهريب أموال نقدية إلى مجموعة حزب الله في لبنان عبر مطار بيروت الدولي، ونجحت في ذلك رغم كل الجهود المبذولة لمنعها.

وكتب في منشور على منصة "إكس" أن هذه الأموال تم تهريبها إلى حزب الله عبر رحلات طيران مدنية، وأن "هذه الأموال تُستخدم لإعادة بناء جماعة حزب الله الإرهابية".

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي على اتصال بلجنة تقودها الولايات المتحدة وتشرف على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.

وتابع أدرعي أن إسرائيل تقدم بانتظام معلومات ذات صلة لهذه اللجنة لمنع تحويل الأموال من إيران إلى حزب الله.

شكوى إلى اللجنة المشرفة على وقف إطلاق النار

ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" يوم الخميس 30 يناير (كانون الثاني) تقريرًا نقلت فيه عن مسؤول دفاعي يتحدث نيابة عن اللجنة المشرفة على وقف إطلاق النار في لبنان، أن إسرائيل قدمت شكوى إلى هذه اللجنة تفيد بأن دبلوماسيين من إيران يضعون عشرات الملايين من الدولارات النقدية تحت تصرف حزب الله لإعادة بنائه وإحيائه.

ونقلت الصحيفة عن هذا المسؤول الدفاعي، الذي لم تكشف عن اسمه، وكذلك عن مصادر مطلعة أخرى، أن "الشكاوى الإسرائيلية أشارت إلى أن ممثلي النظام الإيراني يحملون حقائب مليئة بالدولارات الأميركية على متن رحلات طيران من طهران إلى مطار بيروت الدولي".

تحويل الأموال عبر مواطنين أتراك

وشكت إسرائيل أيضًا من أن مواطنين أتراكا يلعبون دورًا في تحويل الأموال من إسطنبول إلى بيروت جواً.

ونقلت لجنة وقف إطلاق النار، التي تعمل تحت قيادة الولايات المتحدة وليست مسؤولة عن التحقيق في الانتهاكات، هذه الشكاوى إلى الحكومة اللبنانية. وتضم اللجنة ممثلين من إسرائيل ولبنان والولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة.

ووفقًا لما ذكرته "وول ستريت جورنال"، قال بعض مسؤولي الدول المشاركة في اللجنة إنهم على علم باستخدام إيران مطار بيروت لتهريب الأموال، أو أنهم يعتبرون ادعاءات إسرائيل ذات مصداقية.

تحديات إيران في تمويل حزب الله

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن إيران تواجه حاليًا أزمة اقتصادية ناتجة عن العقوبات. ومع ذلك، لا تزال تعتبر حزب الله حليفًا استراتيجيًا وأداة ردع ضد إسرائيل، ولا تنوي السماح بإضعاف هذه الجماعة.

وتشير بعض التقارير إلى أن حزب الله يواجه صعوبات في الوفاء بالتزاماته المالية. وقال رئيس إحدى المؤسسات الخيرية اللبنانية التي تساعد النازحين جراء الحرب في جنوب لبنان، إن الخبراء المعينين من قبل حزب الله لتقدير تكاليف إعادة الإعمار يقللون من تقدير حجم الأضرار الفعلية.

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مصدر مطلع على الوضع المالي لحزب الله أن الجماعة لم تواجه أزمة سيولة ولا تزال تواصل دفع تعويضات عن الممتلكات المدمرة.

ووفقًا لهذا المصدر، يبلغ التعويض السنوي لإيجار المنزل ما بين 12 إلى 14 ألف دولار، مع دفع مبالغ إضافية لشراء الأثاث المنزلي.

ومنذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، افتتح بنك "القرض الحسن" 28 فرعًا جديدًا. واستخدم حزب الله هذا البنك لإصدار شيكات بقيمة 500 مليون دولار. وقالت مصادر مطلعة إن هذا الأمر يشير إلى أن الجماعة لا تواجه مشكلة في السيولة النقدية.