بعد أن انكشف الغطاء وأصبح النظام السوري ورئيسه بشار الأسد في خبر كان، تحولت الصحف ووسائل الإعلام الإيرانية إلى منتقدة للنظام السوري و"القمع" الذي مارسه ضد المعارضين، و"تقييده للحريات المدنية"، و"عدم العمل على حل سياسي".
صحيفة "آكاه" الأصولية ادعت أن بشار الأسد لم يستمع لنصائح إيران التي أوصته بإجراء "إصلاحات سياسية" خلال السنوات العشر الأخيرة، لكنه "واجه المعارضين بالقمع والعنف".
صحيفة "تجارت" أيضا نقلت كلام المحلل السياسي المقرب من النظام حسن هاني زاده، الذي قال إن بشار الأسد في السنوات الاخيرة ابتعد عن "محور المقاومة"، واقترب من الدول العربية، وقد أدركت إيران ذلك، ما أدى إلى ابتعاد المحور عن النظام السوري، وسقوطه في نهاية المطاف.
المحلل السياسي قاسم محب علي قال أيضا إن طهران يمكن لها أن تستمر في العمل لتحقيق أهدافها في سوريا، من خلال التواصل مع الأكراد الذين يتمتعون بعلاقة إيجابية مع إيران، لافتا إلى أن طهران يمكن لها أن تستعين بالأكراد كورقة ضغط على تركيا، التي تعتبر العدو اللدود للفصائل الكردية المسلحة، كما أن طهران يمكن لها التواصل مع الأكراد في سوريا عبر إقليم كردستان العراق.
في سياق غير بعيد انتقدت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، الفصائل المسلحة في سوريا بعد سيطرتها على الحكم، لعدم ردها على اعتداءات إسرائيل وقصفها للأراضي السورية وانتهاك سيادتها. وتجاهلت الصحيفة أن النظام السوري السابق- الذي كان حليفا لإيران- لم يرد يوما على تلك الاعتداءات المستمرة منذ عقود، لكنها تطالب الآن هذه الجماعات بأن تواجه إسرائيل وترد عليها فورا.
صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية ذكرت أن إيران وروسيا فقدا سوريا في فترة زمنية قصيرة وبشكل مفاجئ، وعنونت في صفحتها الأولى: "أفول إيران وروسيا في سوريا".
الدبلوماسي الإيراني السابق عبد الرضا فرجي راد دعا النظام إلى التفاوض والحوار مع الغرب، وقال إن هذا هو الطريق الوحيد لتجنب سيناريو سوريا في إيران.
صحيفة "همدلي" أشارت إلى حجم الإنفاق الذي قامت به إيران في سوريا، وقالت إن كثيرا من الإيرانيين يتساءلون اليوم عن مصير هذه الأموال التي أنفقتها طهران في سوريا دون جدوى.
كما أشارت الصحيفة إلى أن سيطرة المسلحين لم تؤد إلى تدمير الأضرحة والمراقد الدينية كما كان يروج في إيران، حيث كان يتم إرسال المقاتلين بدعوى "الدفاع عن الحرم"، وتساءلت بالقول: "دفاع عن الأضرحة أم دعم لبشار الأسد؟".
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"هم ميهن": المتطرفون في إيران يقدمون تحليلات مضحكة عن الأوضاع في سوريا
سخرت صحيفة "هم ميهن" من التحليلات والقراءات التي يقدمها التيار الأصولي المتشدد في إيران عن تطورات الأوضاع في سوريا، وقالت مخاطبة هؤلاء المتشددين وممثلهم سعيد جليلي المرشح الرئاسي الخاسر: "تقدمون تحليلات حول الوضع في سوريا تجعل حتى الجماد يضحك ويستغرب منها".
وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء المتطرفين يذكرون في تحليلاتهم بأن إيران قد حققت الانتصارات الكبيرة، وأصبحت تقف خلف أبواب الأعداء.
كما أشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء الشخصيات والأفراد قد زعموا أيضا أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران لم يكن شيئا يذكر، وأنه بلا أهمية، لكن تبين لاحقا أنه غير ما قالوه.
وختمت الصحيفة بالقول إن بشار الأسد هو أشجع من هؤلاء المتطرفين، لأنه اعترف بأنه عاجز وبلا سند، وقال ذلك بصوت عال، لكن هؤلاء المتطرفين لا يزالون يبررون مواقفهم وحالتهم، ويقدمون التحليلات الغريبة من أجل تبرير سلوكهم الخاطئ للغاية.
"جمهوري إسلامي": يجب على إيران تغيير دبلوماسيتها بشكل جذري والابتعاد عن الوهم والخيال
صحيفة "جمهوري إسلامي" دعت النظام في إيران إلى الابتعاد عن الوهم والخيال في التعاطي مع الملفات الخارجية، مشددة على ضرورة أن يتم تغيير الدبلوماسية الإيرانية بشكل جذري.
وذكرت الصحيفة أن التلفزيون الإيراني يجلب محللين سياسيين يقدمون تحليلات ترضي الحكام فقط، ولا صلة لها بالواقع والحقائق، مشيرة إلى أن هؤلاء المحللين ذكروا في تحليلاتهم أن بشار الأسد لن يسقط، وسيتغلب على هذا التحدي، في حين أن الأسد كان في تلك الأثناء قد فر من بلاده ولجأ إلى روسيا، وهذا يعني أن الحكام في إيران يوظفون المحللين الذين يتحدثون بالأشياء التي يحبونها، لا الأشياء الموجودة على أرض الواقع.
ونوهت الصحيفة إلى أن الاستعانة بمثل هؤلاء المحللين- رغم عدم ثقة الإيرانيين بهم وبقراءتهم السياسية- سيفاقم الشرخ بين المواطنين والحكام الذين يستعينون بهم لتوجيه الشعب وإرشاده في القضايا السياسية الداخلية والخارجية.
"آكاه": إيران تتعامل بانفعال تجاه إسرائيل.. وإذا لم نضربهم فإنهم سيضربوننا
دعت صحيفة "آكاه" صناع القرار في إيران إلى تغيير نهجم في التعامل مع إسرائيل، وأشارت إلى قيام تل أبيب بالقضاء على القدرات العسكرية السورية بعد إسقاط بشار الأسد، وكتبت: "إذا لم نضرب فإنهم سيضربون".
وقالت الصحيفة إن طهران تدفع الآن فاتورة الانفعال والتردد في مواجهة إسرائيل، وكتبت: "عدم مهاجمة مصالح إسرائيل سيضاعف تكلفة الطرف الآخر (إيران ومحور المقاومة)، وإن تكلفة الانفعال ستكون أكثر من تكلفة الهجوم والمبادرة".
وزعمت الصحيفة أن بشار الأسد لم يستمع إلى توصيات طهران، فقد كان أمامه 10 سنوات فرصة لإجراء إصلاحات سياسية، لكن الأسد قمع المعارضين وقيد الحريات المدنية، ورد على الانتقادات بالعنف، ولم يستمع لما نصحته به طهران.