انعكس الموقف الإيراني المتقلب والمضطرب تجاه الأحداث المتسارعة في سوريا على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وكذلك الصحف اليومية الصادرة اليوم السبت، حيث باتت هذه الصحف أيضا متضاربة في لغتها والعناوين التي تستخدمها في وصف "المعارضة السورية".
وبينما كانت إيران وإعلامها يأخذان موقفا واضحا في وصف كل معارضي النظام السوري خصوصا الفصائل المسلحة بـ"الإرهابيين" و"التكفيريين"، نجد أنها تتراجع اليوم وعلى وقع الانتصارات السريعة للمعارضة المسلحة وتبدأ في إطلاق صفة "المعارضين المسلحين" للمرة الأولى على الفصائل المسلحة في سوريا.
وقد بدأت هذه النقلة التي عكستها صحيفة "تجارت" اليوم السبت من التلفزيون الإيراني الذي نشر أمس عناوين بهذه الصياغة للمرة الأولى، ما أثار انتباه المراقبين وتحليلاتهم التي ذهبت إلى أن طهران بدأت تدرك أن التغيير في سوريا قادم وقد تجد نفسها مضطرة للتعامل مع المعارضة المسلحة في الفترة المقبلة.
صحيفة "جهان صنعت" نقلت كلام الخبير في الشؤون الإقليمية علي بيكدلي الذي رأى أن النظام السوري أصبح على وشك "الانهيار".
وأشارت صحيفة "آكاه" أيضا إلى المقابلة الصحافية مع قائد هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، والمعروف بأبو محمد الجولاني والتي أجرتها قناة "سي إن إن" الأميركية واعتبرت ذلك دليلا على دعم الولايات المتحدة الأميركية لهذه الجماعة المسلحة.
وفي هذا السياق، ذهب الكاتب والخبير السياسي صلاح الدين خديو في مقال بصحيفة "آرمان ملي" إلى أن طهران ستخسر حليفا كبيرا في حال سقط النظام السوري، معتقدا أن إيران بلا سوريا سيعني لها ذلك خسارة لبنان أيضا.
كما نشرت الصحيفة تقييما عن زيارة عراقجي إلى تركيا منتقدة غياب أي رؤية واضحة لإيران في هذه الزيارة وقالت إن وزير الخارجية الإيراني لم يكن يحمل أي رسالة من دمشق إلى أنقرة.
ولفتت الصحيفة إلى انتقاد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لدور إيران في سوريا حيث قال إن طهران لم تلعب أي دور خلال السنوات الماضية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، كما أن إيران وبسبب عدم وجود حدود برية لها مع سوريا لا يمكنها فهم وتحليل التطورات هناك.
والآن إلى قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"ستاره صبح": على النظام في إيران تغليب مصلحة شعبه وعدم الانخراط في سوريا للدفاع عن بشار الأسد
دعا رئيس تحرير صحيفة "ستاره صبح"، علي صالح آبادي، النظام الإيراني إلى تغليب مصلحة الشعب على الانخراط العسكري في سوريا دعما لبشار الأسد، وقال إن إيران يجب أن لا تقع في "فخ بشار الأسد" المتهاوي، مضيفا: "فكروا أولا في الشعب الإيراني ثم في غيره.. انظروا إلى كم أنفقنا في السنوات الماضية حيث قدر ذلك بعض المسؤولين الإيرانيين بـ25 إلى 30 مليار دولار، لكن تبين لاحقا أنها لم تحقق لنا نتائج إيجابية في سوريا".
ولفت الكاتب إلى أنه يتوقع من تطورات العام الماضي أن نشهد سيناريو كبيرا من خمس مراحل، الأولى هي غزة ثم حزب الله ثم سوريا ثم العراق وأخيرا إيران، معتقدا أن قرارا قد اتخذ بالقضاء على حماس وحزب الله والآن بدأوا بالتغيير في سوريا.
وختم الكاتب: "وفقا لهذا السيناريو يجب أن يتم إضعاف سوريا ولبنان والعراق وإيران أو تقسميها. إن الشجاعة في إدراك الحقائق والواقع على الأرض والتخلي عن السياسات الخاطئة والتركيز على الداخل يمكن أن يضمن الحفاظ على سلامة الأراضي الإيرانية وتحقيق مصالح الأمن القومي للبلاد".
"جهان صنعت": سقوط بشار الأسد يعني أن إيران ستخسر جميع مكاسبها في سوريا
قال الكاتب والمحلل السياسي علي بيكدلي في مقابلة مع صحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية إن الزيارات الطارئة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى سوريا ثم تركيا وبعدهما العراق لن تكون مجدية في منع التحولات القادمة في سوريا والمنطقة.
وأوضح الكاتب أن النفوذ الإيراني في المنطقة تضرر كثيرا في العام الأخير، وأصبحت طهران غير قادرة على أن تلعب دورا يذكر في هذه التطورات، مشيرا إلى أن فرضية سيطرة المعارضة السورية على دمشق وإسقاط نظام بشار الأسد لم تعد مستبعدة في ظل هذه الأحداث المتسارعة، وأضاف أن هذا السيناريو يعني أن إيران ستفقد كافة مكاسبها في سوريا.
"جمله": التغيير في سوريا قادم لا محالة وعلى إيران أن تملك حصة في هذه التغييرات
تناولت صحيفة "جمله" أيضا التطورات في سوريا وقالت إن كافة المعطيات تشير إلى أن التغيير في دمشق قادم لا محالة وأن طهران لم يعد باستطاعتها أن تحول دون هذه التطورات السياسية والعسكرية.
وأشارت الصحيفة إلى الموقف من المعارضة المسلحة وظهور قائد هيئة تحرير الشام بشكل مختلف عن السنوات الماضية والاعتقاد المتزايد بأن تغييرا طرأ على نهج هذه الجماعات ما يجعلها أكثر قبولا لدى النظام الدولي، كما لفتت إلى موقف مقتدى الصدر الذي دعا العراق و"الميليشيات" إلى عدم التدخل في الشأن السوري واحترام "خيارات الشعب السوري".
وكتبت الصحيفة تعليقا على ذلك: "مجموع هذه التطورات يؤكد أن التغيير في المشهد السياسي بسوريا قد حان أوانه وأن أدوات بشار الأسد في منع هذا التغيير باتت ضئيلة ويجب على طهران محاولة امتلاك حصة من هذه التغييرات لأنها لم يعد بمقدورها أن تحارب أو تمنع هذا التغيير".