التطورات في الداخل السوري لا تزال تحتل أهمية قصوى في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء 4 ديسمبر (كانون الأول)، حيث قدمت بعض الصحف قراءات وتحليلات لما قد تؤول إليه الأحداث الجارية في سوريا.
صحيفة "تجارت" تحدثت عن 3 سيناريوهات مختلفة، منها ما سيكون مرضيا لإيران، ومنها ما هو معقد وخطير مثل سيناريو تقسيم سوريا إلى 3 دويلات، وسنذكر تفاصيل هذه القراءة في التقرير التالي.
صحيفة "آرمان أمروز" أيضا تناولت الملف السوري، وقالت إنه من المحتمل أن نشهد انقلابا في العلاقة بين الروس والنظام السوري، وتوقعت أن تبرم موسكو اتفاقا أو صفقة مع تركيا والفصائل المسلحة تقضي بإزاحة بشار الأسد من الحكم وتشكيل حكومة مؤقتة في دمشق.
صحيفة "اعتماد" أشارت إلى تقارير دولية حول بدء تدفق المليشيات العراقية المسلحة إلى الأراضي السورية، واحتمالية أن نشهد تغييرا في معادلة القوى في الحرب الدائرة في ريفي حماة وحلب، مؤكدة أن حزب الله حتى الآن لا ينوي الانخراط في الحرب الدائرة هناك لأسباب وظروف باتت معروفة.
اللقاء التلفزيوني للرئيس مسعود بزشكيان، بعد 120 يوما من توليه للرئاسة، كان عنوانا آخر للصحف الصادرة اليوم، حيث قالت صحيفة "جوان" إن ظهور الرئيس كان "ضعيفا"، وأنه تحدث كما أنه لا يزال يخوض الحملات الانتخابية، حيث ردد نفس الخطاب الذي سمعناه منه في تلك الفترة.
صحيفة "آرمان ملي" أيضا انتقدت طريقة المقابلة مع الرئيس من قبل مذيعين اثنين يتبعان التلفزيون الرسمي الإيراني، والذي تخضع إدارته للمرشد علي خامنئي مباشرة، وتساءلت بالقول: "هل كانت مناظرة أو مقابلة؟".
وأشارت إلى أن المذيعين حاولا "محاكمة" الرئيس ومناظرته، وليس طرح أسئلة موضوعية بهدف الشرح والتوضيح للمشاهدين.
أما صحيفة "ستاره صبح" فنقلت مقتطفات من كلام بزشكيان في تلك المقابلة الإعلامية، حيث قال- حسبما ورد في الصحيفة- إن "الحكومة لا تملك المال الكافي لإدارة البلاد وأن أيدينا فارغة"، و"أن الحكومة لا تستطيع دفع رواتب المتقاعدين".
كما أشارت الصحيفة إلى انتقادات بزشكيان لقانون "الحجاب الجديد"، حيث أكد أن الظروف الراهنة غير مناسبة لتطبيق هذه القوانين والإجراءات الجديدة.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"آرمان أمروز": روسيا قد تبرم صفقة مع تركيا تخلع بموجبها بشار الأسد من الحكم وتشكل حكومة مؤقتة
قال الدبلوماسي الإيراني السابق عبد الرضا فرجي راد إن الوضع في سوريا اليوم أصبح أكثر تعقيدا، وأن الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا عازمة على السير نحو الجنوب، موضحا أن التقدم الذي أحرزته المعارضة سببه انشغال الجيش السوري بتحرير المزيد من الأراضي في الشمال من قبضة الجماعات الكردية.
وتابع الكاتب بالقول إن تركيا تحاول أن تستغل الظرف الذي تمر به روسيا لتحقيق مكاسبها في سوريا من خلال دعم الجماعات المسلحة "الإرهابية"، وباتت تمد لها الدعم أينما واجهت صعوبات أو مشكلات، كما أن الأسلحة المقدمة لها هي أسلحة متطورة للغاية.
وذكر فرجي راد أن الولايات المتحدة الأميركية لن تسمح هذه المرة لإيران أو الجماعات الموالية لها بالعراق بإرسال القوات والمسلحين لدعم النظام السوري، ويبدو أن الأميركيين لا يعارضون ما يجري في سوريا، لكنهم اشترطوا على الأتراك عدم سقوط مدنيين، وقد نجحت تركيا والجماعات المسلحة في ذلك، حيث تظهر المقاطع والصور أنهم لم يرتكبوا قتلا عشوائيا ضد الأطراف الأخرى، وقدموا الحافلات الخضراء للمعارضين للخروج من المناطق التي دخلوها.
الكاتب توقع أن نشهد تصعيدا كبيرا على جبهة حماة وحمص في الأيام القادمة، كما أن تركيا ستضاعف من ضغطها على الجماعات الكردية، وهو ما قد يدفع روسيا إلى التوصل لاتفاق مع تركيا ينص على أن لا يكون بشار الأسد في الحكم، وأن يتم تشكيل حكومة مؤقتة في دمشق.
"تجارت": 3 سيناريوهات للأحداث في سوريا
تحدثت صحيفة "تجارت" عن 3 سيناريوهات متوقعة للملف السوري بعد التطورات الأخيرة في شمال ووسط سوريا، وسط انهيارات متسارعة في صفوف الجيش السوري والجماعات الموالية له أمام الفصائل المسلحة.
السيناريو الأول- حسب الصحيفة- أن يتمكن المسلحون من السيطرة على دمشق وهزيمة الجماعات الكردية وجيش النظام ثم تشكيل دولة "إمارة سوريا الإسلامية"، معتقدة أن العوامل التي تعزز هذه الفرضية هو المعنويات المتدنية للجيش السوري، وعدم دعم الولايات المتحدة الأميركية للأكراد في سوريا.
أما السيناريو الثاني- وهو أفضل سيناريو بالنسبة لطهران- هو أن يتمكن النظام السوري من استعادة عافيته وتنظيم صفوفه من جديد لتغيير موازنة القوة على أرض الميدان وهزيمة الجماعات المسلحة، موضحة أن ما يعزز هذا السيناريو هو التجربة السابقة، حيث خسر النظام ثلثي الأراضي السورية عام 2016، لكنه استطاع وبمساعدة إيران هزيمة "الجماعات الإرهابية".
السيناريو الثالث والأكثر تعقيدا هو سيناريو تقسيم سوريا إلى 3 مناطق، الأولى للحكومة المركزية، والثانية للحكومة الإسلامية السورية، والثالثة للحكومة الكردية شمال شرق سوريا، وهو سيناريو خطير من الممكن أن يكون مدعوما من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية.
"جوان": بعد 120 يوما في الرئاسة.. بزشكيان يكرر خطاب الحملات الانتخابية
انتقدت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، الظهور الإعلامي "الضعيف" للرئيس مسعود بزشكيان بعد 120 يوما من توليه لمنصب رئيس الجمهورية، وذكرت أن بزشكيان وبدل أن يقدم تقريرا للشعب حول أداء حكومته في هذه الأشهر، إلا أنه لا يزال يعيش في مناخ الحملات الانتخابية، والتأكيد على أن البلاد غارقة في المشكلات الكبيرة والصغيرة، وأنه يجب العمل على حلها ومعالجتها بالاعتماد على "الخبراء والمتخصصين".
وأضافت الصحيفة أنه كان يتوقع من رئيس الجمهورية أن يترك الحديث عن ضرورة الرجوع إلى "الخبراء والمتخصصين"، ويسرد ما قامت به حكومته خلال هذه الفترة، إذ إنه أصبح رئيسا لإيران، وبات يمكنه الرجوع إلى هؤلاء الخبراء.
كما نوهت "جوان" إلى أن حكومة بزشكيان حظيت بدعم كامل من البرلمان، إذ صادق النواب على تشكيلته الوزارية بشكل كامل، وعليه فكان من المؤمل أن نرى خلال هذه الفترة حلا للكثير من المشكلات التي كان يتحدث عنها سابقا في المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وختمت الصحيفة بالقول إنها تأمل في أن لا تكون المؤتمرات والظهور الإعلامي القادم لرئيس الجمهورية هو تكرار لهذه الخطابات، فالشعب لا يريد أن يسمع من الرئيس كلمات "يجب أن نفعل كذا"، و"ينبغي أن نقوم بكذا"، وإنما يريد أن يسمع "ما تم وما لم يتم"، وأسباب هذا الفشل أو النجاح، حسبما جاء في الصحيفة.